في الوقت الذي يوجد فيه تذمر حول نجاح استراتيجيات الشركة فلا يتوفر من الأدلة المتاحة ما يشير بشكل مرضٍ إلى نجاح هذه الاستراتيجيات أو فشلها. وقد عالجت معظم الدراسات هذه القضية عن طريق قياس تقييم السوق المالي لحالات الاندماج بين الشركات كما انعكس في حركة أسعار أسهم الشركات المستملِكة فوراً قبل الإعلان عن الاندماج وبعده. وتثبت هذه الدراسات أن السوق يقيّم حالات الاندماج على أنها محايدة أو سليبة إلى حدّ ما, وأنها نادراً ما تدعو للقلق البالغ. مع ذلك فلا يمكن اعتبار ردة فعل السوق على المدى القصير مقياساً دقيقاً لنجاح التنويع على المدى الطويل, ولا يمكن لمسؤول تنفيذي يحترم نفسه أن يحكم على استراتيجية الشركة بهذه الطريقة.
إن
دراسة برامج التنويع لإحدى الشركات على مدى فترة طويلة هي طريقة أكثر جدوى
لتحديد مدى نجاح استراتيجية الشركة أو فشلها. فقد دخلت كل شركة ما معدّله
80 صناعة جديدة و27 مجالاً جديداً. وقد تعدّت قليلاً نسبة الاستملاك بالنسبة
للمشاريع الجديدة 70%, وبلغت نسبة المشاريع الجديدة 22% ونسبة المشاريع
المشتركة 8% وقد ركّزت كل من أي بي إم, إكسون, دوبو, وثري إم على سبيل
المثال على المشاريع الجديدة؛ بينما كاد يقتصر نشاط كل من ألكو ستاندرد,
بياتريس, وسارا لي على الاستملاك
ترسم
البيانات صورة واقعية لمعدل نجاح هذه الخطوات. ولقد وجدت
أن المؤسسات قد جرّدت بالمعدّل ما يزيد عن نصف ما استملكته من الصناعات
الجديدة وما يزيد عن 60% مما استملكته في حقول جديدة تماماً وأن أربع عشرة
شركة تركت أكثر من 70% من استملاكاتها في حقول جديدة. أما بخصوص سجل المسار
في القطاعات المستملكة التي لا علاقة لها بالشركة فهو أسوأ – فنسبة
المستملكات التي جرّدتها الشركات 74% هي نسبة مخيفة. وحتى
شركة جيدة السمعة مثل جنرال إليكتريك قد جرّدت نسبة عالية من استملاكاتها,
خاصة ما كان منها في مجالات جيدة. وقد حققّت الشركات القريبة من أعلى
القائمة معدلاً منخفضاً في تجريد الممتلكات بشكل ملفت للنظر. وبعضها
يشهد على نجاح استراتيجية مؤسسية مدروسة بعناية. بينما شركات أخرى بمعدل
منخفض لأنها ببساطة لم تواجه الوحدات التي تعاني من مشاكل وقامت ببيعها.
لقد
حسبت العوائد الكلّية لحاملي الأسهم (زيادة قيمة الأسهم المالية مضافاً
إليها الأرباح) خلال فترة من الزمن الدراسة لكل شركة لكي أتمكن من مقارنة
هذه العوائد بمعدل الخسارة الناجمة عن بيعها. وبينما تحقق الشركات القريبة
من أعلى القائمة عوائد فوق المتوسط للمساهم فإن العوائد ليست مقياساً
معتمداً لسرعة التنويع. فالعائد الذي يحصل عليه المساهم غالباً ما يعتمد
اعتماداً كبيراً على الجاذبية المتأصلة في الصناعات الأساسية للشركات.
وتملك الشركات مثل سي بي إس وجنرال ميلز مشاريع أساسية مربحة للغاية ساهمت
في تمويل سجلات مسار التنويع الهزيلة.
وعلى
أية حال, فإن ربط القيمة السهمية كمياً بالأداء التنويعي لا ينجح إلا عند
مقارنة قيمة السهم التي من المفترض أن يحصل عليها المساهم قبل التنويع
بقيمة السهم بعد التنويع. ولأنه يستحيل إجراء مثل هذه المقارنة فعلياً فإن
قياس نجاح التنويع في أداء الشركات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق